الصيام لمرضى التصلب المتعدد

عندما يتأكد الشخص من إصابته بمرض التصلب المتعدد، قد يشعر هذا الشخص بالإحباط خاصةً بعد البحث عن أعراض المرض و أسبابه، و يظن أن حياته توقفت أو بمعنى آخر لا يستطيع ممارسة حياته بشكل طبيعي. لكن أ.د. عمرو حسن الحسني الذي يُعد من أفضل استشاريي المخ و الأعصاب الباطني في مصر في مجال التصلب المتعدد، يؤكد أن هذا غير صحيح لأن العلم يتطور يوم بعد يوم في طرق التشخيص و علاج مرض التصلب المتعدد، حيث تشخيص المرض و علاجه من 10 أو 5 سنوات يختلف تماماً عن يومنا هذا.

من ضمن الأسئلة التي سؤلت من مرضى التصلب المتعدد هو كيفية الصيام في شهر رمضان المبارك، و هل هناك خطورة على صحة المريض أثناء الصيام، خاصةً أن شهر رمضان قد يأتي في شهور الصيف، بالإضافة إلى مواجهتنا لفيروس كورونا اللعين الذي يهاجم مَن يعانون مِن ضعف المناعة. و في هذا المقال سوف تعرف الإجابة من أ.د. عمرو حسن الحسني و ستتعرف أكثر عن مرض التصلب المتعدد.

هو عبارة عن خلل في الجهاز المناعي يهاجم الجهاز العصبي، خاصةً الغلاف الواقي لمحيط الخلايا العصبية و هو غشاء المايلين. الفئة العمرية المعرضة للإصابة بهذا المرض هم من 20 إلى 40 سنة، بالإضافة أن الإناث هم أكثر عرضة للإصابة بمرض التصلب المتعدد أكثر من الذكور.

أخر الدراسات أثبتت أن عدد المصابين بمرض التصلب المتعدد حوالي 2.5 مليون نسمة حول العالم، كما وصل العدد في الولايات المتحدة الأمريكية حوالي 400 ألف مريض. أما بالنسبة لمصر فالعدد يصل بين 20 ألف إلى 60 ألف مريض، و قد تزداد أعداد المرضى كل عام.

1- عوامل جينية و وراثية.

2- أسباب غير وراثية مثل:

- التدخين.

- الإصابة ببعض الأمراض المعدية.

- السمنة.

- الضغط النفسي و الحالة النفسية السيئة.

- نقص فيتامين "د".

حيث يحدث التهاب في العصب البصري، قد يؤدي إلى ازدواجية الرؤية، ضعف شديد في الرؤية، صعوبة تمييز الألوان و فقدان البصر.

2- خلل في الجهاز الحسي:
مثل تنميل الساقين و اليدين.

يعاني المريض من صعوبة الحركة و المشي، و مع تطور الحالة يزيد ضعف الساقين و اليدين.

5- خلل في الاتزان:
يعاني المريض من عدم الاتزان في المشي و الحركة.

لذلك يجب على أطباء تخصص المخ و الأعصاب توعية الأطباء من التخصصات المختلفة مثل الباطنة، العيون، العظام و المسالك البولية بهذا المرض؛ لأن بعض المرضى قد يعانون من مرض التصلب المتعدد و على الأطباء توجيهم لاستشاريي المخ و الأعصاب.

أكد أ.د. عمرو حسن الحسني أستاذ بكلية الطب بالقصر العيني، أنه توجد علامات واضحة لمريض التصلب المتعدد كما ذُكرت في الأعراض، و لكن الشخص يمارس حياته بشكل طبيعي لسنوات طويلة مع الالتزام بالعلاج و التعليمات. بالإضافة إلى أنه لا يؤثر المرض على القدرة الجنسية للرجال و لا يؤثر على الحمل و الرضاعة للسيدات.

يتم التشخيص عن طريق الرنين المغناطيسي بالصبغة على المخ و الفقرات العنقية. تظهر بقع بيضاء في الأشعة و لكن تلك البقع قد تكون إشارة لأمراض أخرى متعددة، مثل التهابات الأوعية الدموية و بعض الأمراض الميكروبية. لذلك يتم التأكد من خلال عمل بزل للسائل الشوكي من منطقة الظهر عن طريق تخدير موضعي، حيث يُؤخذ هذا السائل إلى معمل التحاليل للتأكد من إصابة الشخص بمرض التصلب المتعدد. أيضاً بعض تحاليل الدم مع عمل جهد مثار بصري، تؤكد وجود المرض من عدمه.

الإجابة لا؛ لأن العلاج يتم من خلال الأدوية فقط حيث لا توجد جراحة لعلاج هذا المرض، لذلك على المرضى المتابعة مع طبيب مخ و أعصاب باطني و ليس جراح مخ و أعصاب.

يتم العلاج من خلال أدوية مثبطة للمناعة و أدوية مُعدلة لأداء المناعة مثل حقن الانترفيرون، حيث تُؤخذ مرة أو 3 مرات أسبوعياً، و تطورت مع مرور الوقت إلى شكل أقراص تؤخذ من خلال الفم. هناك أيضاً أدوية أخرى حديثة يتم أخذها 10 أيام في السنة فقط، حيث يأخذ المريض نفس الدواء في السنة التالية و يظل بدون أخذ علاج بعدها بسنتين، بمعنى أنه سيأخذ الدواء 20 يوم فقط خلال 4 سنوات. كما يتوفر نوع جديد من المحاليل يُؤخذ مرتين فقط خلال السنة.

ما هي مواصفات هجمات التصلب المتعدد و هل تزيد الهجمات المناعية مع الصيام؟
- مواصفات الهجمات المناعية هي:
1- ظهور أعراض جديدة أو زيادة في الأعراض السابقة تستمر لمدة 24 ساعة على الأقل، و تكون غير مصحوبة بارتفاع في درجة الحرارة، و لا تكون خلال فترة سحب الكورتيزون، على أن يكون الفاصل الزمني بينها و بين أخر هجمة 30 يوم على الأقل.
2- أعراض الهجمة قد تتراوح ما بين التهاب في العصب البصري، خلل في الحركة، خلل في الاتزان، خلل في التحكم في الإخراج أو تنميل في اليدين أو الساقين.
3- علاج الهجمة المناعية يبدأ من التشخيص عن طريق طبيب مخ و أعصاب متخصص في علاج التصلب المتعدد. يجب أن يُعرض المريض على الطبيب المختص قبل بداية العلاج، للتأكد انها هجمة حقيقية و ليست كاذبة. حيث أن مواصفات الهجمة الكاذبة لا تستوفي شروط الهجمة الحقيقية. علاج الهجمة الحقيقية عبارة عن محاليل وريدية بالكورتيزون من 3 - 7 أيام حسب الحالة، و قد يعقبها بأقراص الكورتيزون التي قد تستمر لمدة 4 - 6 أسابيع حسب الحالة و رؤية الطبيب المعالج.

- الصيام و الهجمات المناعية:
أثبتت الدراسات أن الصيام لا يزيد من الهجمات المناعية، لكن مريض التصلب المتعدد (MS)، يصاب بالهجمات نتيجة بعض العوامل الخارجية مثل؛ التوتر، القلق الشديد، الضغط العصبي و النفسي، زيادة نشاط المرض أو عدم الالتزام بالخطة العلاجية الموصوفة لعلاج المرض. حينها لا بد من الرجوع للطبيب المعالج لتغيير خطة العلاج.

عند حدوث هجمة أثناء الصيام في شهر رمضان، سيكون المريض في حاجة إلى محاليل الكورتيزون الوريدية. في تلك الحالة يضطر المريض إلى الإفطار خلال أيام أخذ المحاليل، و تعويض تلك الأيام بعد انتهاء شهر رمضان المبارك

الإجابة لا، حتى وقتنا هذا لا يوجد علاج نهائي للمرض، فالعلاج من خلال الأدوية مثل بناء السور لحماية الجهاز العصبي من الهجمات المناعية المتكررة، و بالتالي فإن الإستمرار على الأدوية بشكل دائم يعطي المريض الحماية الكافية للوقاية من الهجمات المتكررة للسيطرة على نشاط المرض.

يستفسر الكثير من مرضى التصلب المتعدد عن إمكانية الصيام في شهر رمضان المبارك، و وضح أ.د. عمرو حسن الحسني استشاري المخ و الأعصاب الباطني في مصر الذي يُعد من أحسن المتخصصين في مجال التصلب المتعدد؛ أن الصيام خاصةً في فصل الصيف سيكون له تأثير سلبي عليهم من حيث الحركة، الاتزان، المشي و الرؤية. لذلك الإفطار سيكون أفضل لهم في نهار رمضان، و يُفضل استشارة طبيب مسلم مشهود له بالكفاءة و على دراية بالدين الإسلامي و أهمية الصيام. بعض المرضى قد يكون لديهم القدرة على الصيام، لكن عليهم الالتزام ببعض النصائح مثل:

1- تجنب التواجد في أماكن ذات درجة حرارة عالية بقدر الإمكان.

2- الاستحمام بمياه باردة أكثر من مرة خلال اليوم لتجنب الإرهاق و التعب.

3- وضع فوط باردة أو مثلجة من حين لآخر.

4- الانتظام على حقن الانترفيرون، حيث تُؤخذ ليلاً قبل النوم. في حالة النوم بعد صلاة الفجر يمكن للمريض أخذها بشكل طبيعي لأن الحقن لا تُفطر، لكن الأقراص يتم أخذها بعد الإفطار.

في وقت انتشار فيروس كورونا سنة 2020 في مصر و كل دول العالم، كل الأشخاص شعروا بحالة من الرعب و الفزع خاصةً الذين يعانون من ضعف المناعة أو المصابون ببعض الأمراض المزمنة. و في هذا الوقت بدأ الكثير بأخذ أدوية و فيتامينات لتقوية و حماية جهاز المناعة، مع الالتزام بالإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا.

الإجابة هنا لا، حيث أكد استشاري المخ و الأعصاب الباطني في مصر أ.د. عمرو حسن الحسني أن مرضى التصلب المتعدد يعانون من خلل الجهاز المناعي و ليس ضعف المناعة، و عليهم الالتزام بالآتي في هذه الفترة:

1- أخذ الأدوية الوقائية مثل الانترفيرون أو أوباجيو.

2- في حالة أخذ ماروفاركس، جيلينيا، تيكفديرا أو ماركليروزيس، رجاء عمل صورة دم كاملة و عرضها على الطبيب المعالج.

3- في حالة أخذ محلول مابثرا، إندوكسان أو اوكريفس، يُفضل الإفطار يوم أخذ المحلول.

4- عند الضرورة القصوى يُفضل أخذ الكورتيزون تحت إشراف الطبيب و البقاء في المنزل.

في النهاية، نتمنى لجميع مرضى التصلب المتعدد دوام الصحة و العافية و نقدم لكم كل الدعم في كل استفسارتكم بكل ما يخص المرض.

مواضيع ذات صلة: